'Cartogrophy of Darkness' is a transclusive, collective research platform dedicated to exploring universalisms and the unity of knowledge in our highly obfuscated, crisis-ridden age. The platform is comprised of a triad of spaces: a map, a repository and a periodical.

«خريطة الظّلام» هي منصّة بحثيّة تشاركيّة تستقصي مفاهيم العالميّة والاتحاد المعرفي من منطلق الزمكانيّة الآنية، المتأزمة والمبهمة. تتكون المنصّة من ثلاثيّة حيزيّة تضمُّ خريطة وحاوية وسلسلة.

☄︎🫀BENEATH THE HOWL OF HUNGER🫀

☄︎🫀تحت عواء الجوع🫀

Published

23 July 2025

Contributors

Alaa Alqaisi
آلاء القيسي

آلاء القيسي هي مترجمة وكاتبة وباحثة فلسطينية من غزة، تحمل درجة الماجستير في اللغويات ودراسات الترجمة. شغوفة بالأدب واللغة وبقوة السرد في مدّ الجسور بين الثقافات وتوثيق الواقع. نُشرت أعمالها في مجلة “ArabLit” و”ArabLit Quarterly” و”The Avery Review” و”Adi Magazine”.   Alaa Alqaisi is a Palestinian translator, writer, and researcher from Gaza with an MA […]

⤵⤵⤵ scroll for English ⤵⤵⤵

ما إن يُحكم الجوع قبضته على الجسد، حتى يكون قد بدأ سلفًا بنخر بنيان اللغة، فيُبهت معناها، ويُطفئ إيقاعها، ويذرُ خلفه فتاتَ فكرٍ توشك دعائمه أن تنهار. وما يبدأ كنصٍّ منسوجٍ بعناية واتساق، لا يلبث أن يتشظّى إلى جملٍ مبتورة، ثم إلى كلماتٍ تائهةٍ، حتى لا يبقى من النص إلّا ارتجافةُ عقلٍ أضناه الجوع عن إدراك المعنى وحمل الدلالة. ولأجل ذلك، أُسارع إلى الكتابة قبل أن تنزلق اللغة من بين يدي، ولا أكتب طمعًا في الفهم، بل توقًا إلى البقاء، كمحاولةٍ أخيرةٍ لأخط ملامح فكرةٍ قبل أن يغمرها صمتٌ لا خلاص منه.

أُنكبّ على العمل لأُلهي نفسي عن هذا الوجع المقيم، لعلّني أنسى، ولو هنيهة، هذا الوجع الذي يطوّق مدينتنا الصغيرة المحاصَرة. ما ينهكني لا يقف عند وجع الروح، ولا عند حزنٍ يعرف القلب كيف يحتمله، بل هو جوعٌ قاسٍ، صلد، يتسلّل في صمتٍ إلى الجسد، ويستقرّ فيه كالسُّمّ البطيء، ينخره رويدًا رويدًا، ويرتفع من أعماق الجسد عواءٌ خافتٌ، لا يفتر ولا ينقطع، كأنّه نبضٌ ثانٍ انبثق من صلب الألم. يتشبّث بأضلعي كما تتشبّث اللعنة بمن تُعيده الكلمات إلى مصيرٍ لا فكاك منه، فتستقرّ فيه، وتُقيم كأنها خُلِقت له.ومهما تعدّدت سُبلي في مداراة ما يعتمل في نفسيفأطوي القميصَ ذاته مرارًا، أو أُعيد ترجمة جملةٍ ألّفها ذهني لكثرة ما مرّت به، أو أُحرّك الملح في ماءٍ يغليفإنّ الجوع لا يلبث أن يعود، في كلّ مرّةٍ، بسلطته الصامتة، يتسلّل كما يتسلّل الدخان من الشقوق الخفيّة في الجدران. تغيم الحروف في عينيّ، وتفلت الكلمات التي كنت أستحضرها بغير عناء، كأنّها عزمت، هي الأخرى، أن تترك هذا المكان وتمضي. أهمُّ بالوقوف للصلاة، فيباغتني الدوار فجأة، شديدًا خاطفًا. ترتجف ساقاي، ويكاد جسدي يخذلني، فأتمتم في سرّي: هل أصبحتُ خاويةً إلى الحدّ الذي لا يقوى فيه جسدي على الوقوف بين يدي الله؟

وإنْ لم يكن للجوع لسان، فإنّ له وطأة لا تخطئها النفس، فهو لا يجيء صارخًا ولا يقتحم الجسد بغتة، بل يتسلّل إليه وإلى العقل تسلّل الظلّ عند المغيب، حتى يُليّن العظم، ويُضعف الإرادة، ويُخضِع الفكر لحالة من التآكل الصامت الذي لا يُبقي للصلابة أثرًا، ولا يذر للنفس مستقرًّا. وإذا به، من غير أن يُشعَر به، يتراكم حضوره على النفس كما يتراكم الغبار على الأشياء المهملة، فيعلو الخواطر، ويعكّر صفو الذكريات، ويمتدّ على الجلد الذي كان، يومًا، حجابًا يحمي الكرامة ولا يُذلّها. ولم يكن يخطر ببالي أن تعود كلمات جورج أورويل إلى رأسي، تلك التي قرأتها يومًا على أنّها شهادة رجلٍ من زمنٍ آخر، لتبلغني الآن بهذا القرب، وتبلغ مكمنَ الاضطراب في أعماقي، حين قال إنّ الجوع يُردي الإنسان إلى حالٍ من الانسلاخ الكامل من ذاته، حيث لا عزم ولا فكر، وكأنّه قُدّ من مادّةٍ رخوةٍ لا تقوى على التشكّل، أشبه ما يكون بقنديل بحر. وقد كانت تلك الصورة، من قبل، في نظري موغلة في الغرابة، بعيدة عن المعقول، غير أنني، وقد بلغ بي الجوع ما بلغ، أراها اليوم توصيفًا دقيقًا لحالةٍ أعيشها؛ إذ أشعر بأنّ كياني قد تفكك، وبأنّ البنيان الذي كان يضبط فكري ويوجّه إرادتي قد انهار، فلم يبقَ لي من الإدراك إلا بقايا باهتة لفكرةٍ كانت، فيما مضى، حيّةً واضحةً تجري في الذهن جريان النهر في مجراه.

في لحظاتٍ كثيرةٍ، لم تبدُ غزة لي مدينةً تحوز إسمها، بل كانت أقرب إلى أن تكون بقايا كابوسٍ غريبٍ لم يُقدر لنا أن نحياه، أو ربما لعنةٌ ألقاها على كاهلنا ناظرٌ بعيد، ثم غادر عالم اليقظة بعد أن نسج هذا الحلم المرعب، وتركه يسبح في غياهب النسيان دون أن يخبرنا موعدَ الخروج منه. فغزّة لم تعد كمدن الأرض التي تحيط بها الأنهار التي تمدّها بالحياة، أو كأوطانٍ تترابط أزمنتها وأمكنتها، بل هي حكاية من عالمٍ موازٍ تُروى مراراً دون انقطاع، أسطورةٌ تجسّدت لتكرار نفسها على مرّ الأزمان، تُعرض أمام أعين المتفرجين الذين لا يُكلّفون أنفسهم تبعات هذا المسرحية ولا يتحملون وزرها.

لا ريب أن هذه الحكاية، على عكس الأساطير التي تَحمل في طيّاتها خلاصًا أخلاقيًا أو تتوّج بلحظة من التنفيس أو الارتقاء، لا تحمل بين سطورها نهاية للرعب، ولا تبشر بانطفاء ذلك الضوء الذي يوشك أن يخبو؛ ففي غزّة يقفز الأطفال على الأعمار، إلا أنّهم لا يكبرون أبداً، فتظل أرواحهم معلقة بين براءة الطفولة وأعباء الألم الثقيل الذي يكبلها. وبينما يتبادل الآخرون الحديث عن الأحبّة الذين رحلوا وتغيّبوا عن الأنظار، تروي العجائز هنا حكاياتهم عن رغيف الخبز وكأنه ذكرى عميقة من الفقدان لا يغيب أثرها أو يُنسى مداها. ودائمًا، في ثنايا هذا المشهد القاسي، يتساءل المتفرجون عن خاتمة هذه القصة ومصيرها المحتوم، لكن بالنسبة لنا، نحن الذين نعيش تفاصيل هذه الفاجعة وأهوالها، لا توجد نهاية تُكتب، ولا خاتمة تُختم بها صفحاتها، كل ما نراه هو تراجعٌ بطيء ومتدرج لإمكانيات الحياة، وانسحابٌ مستمر مع كل يوم جديد يُضاف إلى رصيد أيام الصمت الحالك الذي يُحيط بنا ويخنقنا حتى يكاد يقطع أنفاسنا.

إنّ الحصار يثقل على اللغة نفسها، حتى إنّ جُملي تعاني تحت وطأته، فتتهاوى تراكيبها أمام ضغط البطون الخاوية، وتنهزم القواعد النحوية أمام سطوة اليأس الذي يحيط بي. أجلس أمام لوحة المفاتيح وأحاول استدعاء الكلمات التي كان ذهني يستحضرها بسهولة ويسر، لكنّها تتبدّد فجأة كطيورٍ مفزوعةٍ ضلّت سبيلها في السماء. ليست حالة نسيان عابرة، بل إنها تلاشي متدرّج يمحو كلّ ما اعتقدتُ أنّي أمتلكه، وكلّ ما كان يشكّل ذاتي. ومع ذلك، أُصرّ على الكلام والكتابة، لأنّ الصمت أشدُّ هزيمةً وأعمقُ خذلانًا. إنّ الشهادة، وإنْ شابها التشقق والارتباك، هي آخر ما أستطيع أن أقدّمه، واختزالها في الصمت يعني ترك الجوع يلتهم حتى الصوت الذي يطلق عليه اسمَه.

ليس العيش في غزّة اليوم مجرّد سير على خطٍّ مستقيمٍ، بل هو أداء معقّد لرقصة الغياب، حيث نصبح كمن ينجرف في مجرى لا قرار له، فلا نمشي بخطىً واثقة، بل نُقاد بلا حولٍ ولا قوة، ولا يكون تناول الطعام فعلًا من الشبع، بل رحلة مريرة يكتنفها البحث المضني عن لقمة شحيحة كادت تختفي من الوجود. أمّا النوم، فلم يعد ملاذاً للراحة، بل تحوّل إلى يقظةٍ دائمةٍ، تظلّ معها آذاننا مشدودةً بأقصى درجات التركيز، مترقبةً أي صوتٍ ينذر بالخطر، ويجبرنا على الفرار طلبًا للنجاة.

يكشف الجوع عن حقائق لا يرغب أحد في مواجهتها، فهو يسلب الإنسان كل وهمٍ يُهدئ فؤاده، ويُظهر له ما يبقى حين لا يتبقى شيء يُخسر. لقد أدركتُ اليوم أن الكرامة ليست ملكيّة تُقتنى أو تُكتسب، بل هي ممارسة تنبثق من صلابة التحمّل، لا من حيازة المال أو المكانة، وقد فهمتُ كذلك أن الذاكرة شكلٌ من أشكال التمرّد، وأن تسمية الألم وتوثيقه بإخلاص هي رفضٌ صريح للطمس والنسيان. لا أبتغي الشفقة، فالشعور بها يُسوّي ويحطّ من قدر القضيّة، ويحوّل غزة إلى مجرّد عنوان يُعاد تكراره في صفحات الأخبار، وقصّة تحذيريّة تُروى دون أن تُحدث أيّ تغيير. ما أطالب به، وما أُصرّ عليه، هو التذكّر: لا تتذكروا هذا التجويع فقط، بل تذكروا العقول التي ضاقت بها الرؤية، والأيادي التي ترتجف فوق آخر فنجان شاي، والعيون التي لا تبحث عن النجوم، بل تصاعد ألسنة القصف في الأفق البعيد.

لا شكّ أنَّ الاستعارات في هذا الموضع تتكسّر، بل إنَّ الجمال ذاته في هذه المدينة لا يولد إلا مشوّهًا وجريحًا، ومع ذلك فإنَّ شجرة السرو التي تنمو في زقاقنا لا زالت تزهّر بألوانٍ حمراء متّقدة، متمردةً على كلِّ قسوةٍ تحيط بها. وما تزال طفلة من أبناء هذه المدينة، بحفيف خطواتها الرقيقة، تُرنّم أنغامها وهي تخطو فوق برك الرماد المتناثرة. ولا زلتُ أنا أكتب، لأنَّ في قلب هذا الخراب، رغم ما يحمله من ويلاتٍ ومآسٍ، يبقى للمعنى حياةٌ باقيةٌ، حياةٌ لا تقوم على التبرير أو السرد الذي يبحث عن المبرّرات، إذ لا مبرّر لهذه الفاجعة البليغة، ولكنها حياةُ وثيقةٍ قائمة، شهادةُ رفضٍ صارمٍ للنسيان والمحو. لقد كنّا ذات يومٍ هنا. أحببنا وتألمّنا وصرّخنا وفكّرنا. بنينا اللغة من بين الأنقاض، وروينا القصص من رمادٍ كثيف، وتمسّكنا بذكرياتنا وذكريات هذه المدينة التي كانت تنساب بين أصابعنا كالسراب.

وإذا ما قرّر هذا العالم، يومًا ما، أن يقلب الصفحة أخيرًا، إن فعل، فلا ينبغي له أن يزعم أن غزّة لاذت بالصمت، ولا أن يتوهّم أننا غبنا عن الوجود دون أن ننطق بحرف. فقد تكلّمنا وأفواهنا ملأى بالغبار، وغنّينا وأفواهنا تنزف من بين أسنانٍ مهشّمة، وصلّينا وأرجلنا لا تقوى على الوقوف من شدّة الانكسار. ورغم أنّ العالم قد صرف بصره عنّا وتظاهر بالنسيان، فليُحفظ في الذاكرة هذا القدر: إنّنا سمّينا الجوع باسمه، واحتملناه في أجسادنا، وصمدنا في وجهه بصبرٍ لا يشوبه ذل. فليظلّ ذلك وحده قائمًا في الذاكرة، كحقيقةٍ ثابتة، لا يُمحى أثرها، ولا يُغفل ذكرها، ولا تغيب عن صفحات التاريخ.

🫀🫀🫀🫀🫀

Long before hunger lays claim to the body, it loosens the scaffolding of language, erasing clarity, dismantling rhythm, and leaving behind the fragile debris of thought. What begins as a coherent paragraph soon dissolves into fragments, until all that remains is the involuntary tremor of a mind too starved to hold meaning. And so, before my language deserts me entirely, I write this, less to be understood than to remain traceable, to leave behind the shape of thought before it slips into silence.

I try to lose myself in work, to forget, even momentarily, this pain that coils around our small, besieged city. It is not simply the ache of spirit or grief, though there is plenty of both; it is a physical, relentless hunger that gnaws from within, rising with a low, constant howl that reverberates through the body like a second heartbeat. It clings to my ribs like a curse whispered too many times to be undone. No matter how I attempt to distract myself—by folding the same shirt again, by translating a familiar line, by stirring salt into boiling water as if that might change it—hunger resurfaces with quiet authority, like smoke seeping through invisible cracks in the floor. The letters on my screen blur. Words I once wielded with ease now evade me, slipping out of reach as if they, too, are trying to escape this place. I rise to pray, but the moment I stand, dizziness seizes me, sharp and sudden, wrapping its fingers around my throat. My legs tremble beneath me, and I wonder if I have become too hollow to stand before God.

Hunger develops its own language, a silent, corrosive one. It does not arrive with drama or noise, but rather seeps into the body and mind until both are softened, bent, worn. It lays itself down like dust: on thoughts, on memories, on the fragile shell of skin. George Orwell, whose words once seemed to belong to another time and place, now speaks directly to the private vertigo behind my eyes: “Hunger reduces one to an utterly spineless, brainless condition… as though one had been turned into a jellyfish.” That metaphor, once grotesque and abstract, now feels precise. This is what I have become: structureless, adrift, incapable of anchoring thought to intention. I reach for an idea and find it dissolving before I can grasp it, leaving behind only a pale impression of what once lived in clarity.

There are moments when Gaza feels less like a city and more like the residue of a nightmare that belonged to someone else, some faraway spectator who dreamed it into being and then forgot to wake up. It does not feel like part of the world, not in the way cities are connected to rivers or nations or time. Instead, it feels as though we have been stitched into a parallel script, a myth reenacted endlessly for the benefit of those who watch without consequence. But unlike myths, this one has no moral arc, no catharsis. There is no end to the horror, no fade to black. The children here continue to age without ever growing up. The elderly speak of bread the way others speak of lost lovers. And somewhere, always, there is an audience asking how this story ends. But for those of us living it, there is no ending—only the slow receding of possibility with each day of silence.

The siege weighs heavily on language itself. Even my sentences suffer under it. Syntax buckles beneath the pressure of empty stomachs. Grammar is no match for despair. I sit before my keyboard and try to summon what once came so naturally, but the words scatter midway, like startled birds forgetting how to fly. It is not a matter of forgetfulness but erosion, a steady unraveling of everything I believed belonged to me. And yet I persist. I speak. I write. Because silence would be a deeper form of defeat. Testimony, even if cracked and uncertain, is the only offering I can still give. To keep it locked inside would be to let this hunger consume even the voice that names it.

Living in Gaza now requires a choreography of absence. We don’t walk; we drift. We don’t eat; we search. We don’t sleep; we remain alert, ears tuned to the sound that will send us running. Survival is a ritual of adaptation in a world that offers none. And yet, in the midst of these broken routines, I still encounter moments that remind me of our stubborn humanity. A woman tears her last piece of flatbread in half and offers it to her neighbor. A child draws bright flowers on a wall blackened by fire and soot. A grandmother recites Al-Fatiha over boiling water, though she knows there is nothing to add to it. These gestures are not illusions. They are acts of resistance. In a place where institutions and systems have collapsed, it is the human gesture—freely given—that preserves the sacred.

Hunger reveals truths no one seeks. It strips away every comforting illusion and shows what remains when there is nothing left to lose. I have learned that dignity is not a possession, but a practice—it emerges in the way one endures, not in what one owns. I have come to understand that memory, too, is a form of defiance. To name one’s pain, to record it faithfully, is to refuse erasure. I do not seek pity. Pity flattens. It turns Gaza into an object, a cautionary tale, a headline too often repeated to provoke response. What I seek—what I insist upon—is remembrance. Not simply of the hunger, but of the minds it has clouded, the hands that tremble over a final cup of tea, the eyes that scan the sky not for stars but for signs of fire.

Metaphors here are broken. Even beauty, in this place, arrives with a wound. But still, the cypress tree in our alley continues to bloom, defiantly red. Still, a child hums as she skips over puddles of ash. Still, I write. Because somewhere in this devastation, meaning survives. Not meaning as explanation—there is no justification for this—but meaning as record, as presence, as a refusal to be forgotten. We were here. We loved, we mourned, we thought. We built language from ruin, shaped stories from ash, and held onto memory even as it slipped through our hands like water.

And when the world finally turns the page—if it ever does—let it not say that Gaza was silent. Let it not imagine we vanished without speaking. We spoke with mouths filled with dust. We sang, even with broken teeth. We prayed from fractured knees. And though the world may have looked away, let this much be remembered: we named the hunger. We bore it. We endured. Let that remain.

 

🫀🫀🫀🫀🫀🫀🫀🫀🫀🫀🫀🫀

Webscore

Generator

مولد كهربائي

×