'Cartogrophy of Darkness' is a transclusive, collective research platform dedicated to exploring universalisms and the unity of knowledge in our highly obfuscated, crisis-ridden age. The platform is comprised of a triad of spaces: a map, a repository and a periodical.

«خريطة الظّلام» هي منصّة بحثيّة تشاركيّة تستقصي مفاهيم العالميّة والاتحاد المعرفي من منطلق الزمكانيّة الآنية، المتأزمة والمبهمة. تتكون المنصّة من ثلاثيّة حيزيّة تضمُّ خريطة وحاوية وسلسلة.

Extraction Rebellion

☄︎ تمرّد ضد الاستخراج

Published

28 July 2023

Contributors

Rijin Sahakian

(b. Baghdad, 1978) uses writing, art-making, and teaching to examine the relationship of images and rhetoric to experiences of violence. She founded Sada, an arts education initiative for Baghdad-based students, operating from 2010-15. Sahakian has lectured extensively on critical issues in the arts, organized public exhibitions and seminars, and was a visiting professor at the […]

بدأت أكبر الاحتجاجات الشعبية في تاريخ العراق في الأول من تشرين الأول/أكتوبر، وهي اليوم على وشك دخول شهرها الثالث دون أي مؤشر على تباطؤ أو توانٍ. تدفق مئات الآلاف في المدن والمحافظات إلى الشوارع  مخاطرين بحياتهم من أجل المطالبة بِخَلع الحكومة الحالية بالكامل. بحجمها الهائل وحماسة اتّقادها، قد تؤذنُ المظاهرات في العراق بربيعٍ عربيّ، إلّا أن اعتبارها مجرّد حركة إصلاح سياسي فقطكما صاغها عدد قليل من تقارير وسائل الإعلام الغربيةهو ضياعٌ للوجهة. ان صرخة المتظاهرين – “نريدُ بلداً” – هي، أولاً وقبل كل شيء، مطالبة شباب العراق بمستقبلٍ مُستدام، واحتجاجاتهم هي في طليعة النشاط السياسي المتعلّق بتغير المناخ العالمي.

يمثل الذين يقودون الاحتجاجات الأغلبية، في بلدٍ يبلغ عدد سكانه أربعين مليون نسمة، ويبلغ متوسط ​​العمر فيه عشرين عاماً. بينما كان هذا الجيل يتفتّح على الحياة، كان الجنود الأمريكيون وأولئك المدرّبين على أيديهم يُعسكرون الشوارع، مستعدّين في أي لحظةٍ  لإطلاق النار إذا لم يتوقّف المارّين بشكل صحيح عند أحد المعبر. كانت عمليات التفتيش العسكرية تجتاح منازلهم ومساحاتهم الخاصة طوال الوقت ودون سابق إنذار، ليلاً ونهاراً. وتمركزت نقاط التفتيش والجدران الخرسانية في مساحاتهم العامةكالمطاعم والمدارس والحدائق والمستشفياتوكانت عُرضةً للعنف العشوائي المتمثّل بعمليات الاختطاف والسيارات المفخخة، هو العنف الذي سيطر على حياة الناس في فترة ما بعد الغزو. العراقيون هم أطفال حروب النّفط التي شُنَّت على أرضهم، والتي تدفع ثمنها أجسادهم اليانعة.

اليوم، يسترجع هذا الجيل الأماكن التي حرم منها بدهاءٍ ومهارةٍ لا تنضب. إحتلّت فِرَق المتظاهرين وأنصارهم مراكز المدينة الحيوية، واسترجعوا الطّبخ وتنظيف الشوارع وأجروا إصلاحات مدنية واسعة النطاق للبنية التحتية الحضرية المهملة منذ فترة طويلة. نرى في كل مكان جداريات جديدة تستحضر تاريخ العراق العميق وتؤرّخ أحوال المقاومة وأحداثها. كما صدر منشور حديث يحمل عنوان «توك توك» (وهو إسم وسيلة التنقّل التي اكتسب سائقوها شهرةً بسبب تلبيتهم للجريحين والمتضرّرين)، يقدّم تقاريراً عن الثورة ومطالبها، هذا إلى جانب اللافتات التي تُرفَعُ على أسطح المباني والفيديوهات الموسيقية التي تُنتَجُ يومياً على الأرض والأفلام القصيرة على تُوَزَع على شبكة الإنترنت.

تستمر الجهود حتى اليوم، على الرغم من الغازات المسيّلة للدموع  والنّيران الحيّة التي تنقضُّ بها  القوى الأمنيّة على المتظاهرين، والتي قتلت ما يقرب من 400 مواطن في ستين يوم فقط. غير أن استغلال العراق وتسخيره كان شاملاً لدرجة أن الخوف لم يعد لديه مكان لدى جيل لم يبق له شيء ليخسره. لا يوجد ادعاء أو وعد بديمقراطية يمكن الإيمان بها، ولا ثروات مشتركة تغويهم بالقناعة والرّضا، ولا تربة ولا هواء ولا ماء تضمن لهم العَيش.

مساحات شاسعة من الأرض التي كانت يوماً غنية بالنباتات والحياة البرية، أصبحت اليوم قاحلةً جدباء. تؤدي الشقوق الأرضية إلى تصدّع الأوساخ المتجمدة من الشمس لمئات الأميال. تستنفدُ العواصف الترابية الشديدة المتزايدة ودرجات الحرارة ثلاثية الأرقام المدن والبلدات المتبقية بشكلٍ روتيني. الكهرباء نادرة، ولا نوجد مراوح ولا مرشحات أو مكيفات هوائية. المياه، عندما تتوفّر، هي غالباً ملوّثة، ومع ذلك يشربونها على الرغم من المخاطر. الحرب هنا لا تنتهي: تقصف القوات العسكرية النظامية كما غير النظامية المناطق المدنية بالرصاص والقنابل اليدوية وغيرها من الذخائر الأكثر خطورة، وتختطف الميليشيات المواطنين وتسترسلُ في قتلهم. لا وجود لسلطات يمكن اللجوء إليها، المواطنية هنا لا تضمن أي حماية. يعيش العراقيون معاناة بينما تُستَخرَجُ الثروات مما تبقّى من أراضيهم، أما القلّة التي تستغل تلك الثروات، فهم يعيشون بعيداً عن الحرّ والعنف وأغلبية السكان داخل مجمعات سكنية خاصّة وآمنة.

هذه هي الظروف التي تقف وراء الانتفاضة الشاملة على الوضع الراهن. في العقد الرابع من الحرب، ووسط استغلال موارد البلد، وبالقرب من خط استواء كوكبنا الذي تزداد حرارته بوتيرةٍ متزايدة، يعاني العراق اليوم من التصحر في ما يقرب من 90 % من أراضيه. أما الممرات المائية الخصبة والتاريخية التي عرفتها البلاد يوماً، بما فيها دجلة والفرات، فقد انخفض تدفّقها بنسبة أكثر من 40 % بسبب الجفاف والسّدود غير الشرعية التي بنتها كلّ من إيران وتركيا وسوريا. ان النظام الزراعي الذي كان زخراً للعالم القديم، أصبح اليوم على حافة الانهيار بسبب الجفاف والصراع وسوء إدارة الموارد. ترسّخت مخلّفات مئات الآلاف من أطنان القنابل التي أسقطتها القوات الأمريكية والقوى المتحالفة في التربة وفي الممرات المائية وفي أجساد من بقوا على قيد الحياة. سوف تمكثُ ملوثات آبار النفط الضخمة وحرائق المصانع التي سبّبتها «داعش» في رئات وأراضي العراقيين لأجيالٍ لا حصر لها.

على الرغم من هذا الحجم الهائل من الدمار البيئي، فإن التجارة الأكثر ربحاً في العالم، أي استخراج النفط، لم تتأثر. زاد إنتاج النفط في العراق بما يقارب الضّعف تقريباً خلال العقد الماضي، وهو ثاني أكبر منتِج في «منظمة الدول المصدّرة للنفط» (أوبك)، بعد المملكة العربية السعودية. في الصيف الماضي، أنتج العراق ما يقرب من خمسة ملايين برميل في اليوموهو رقم قياسي جديدمن حقول النفط في مدينة البصرة الواقعة في أقصى جنوب العراق، والتي تتصل بالمنفذ الرئيسي للنفط والبضائع في ميناء «أم قصر».

تُعدُّ البصرة مركزاً للثروة النفطية والأرباح الضخمة، ومع ذلك فهي في حالة خراب وهلاك، إذ استنفد صدام حسين مستنقعاتها بانتقام وثأر على انتفاضات حرب الخليج في العام 1991. كما أن غابات النخيل التي كانت مشهورة في الماضي قد ضعفت جرّاء امتصاص قذائف المدفعيات الأمامية خلال الحرب العراقيةالإيرانية الطويلة. وعلى الرغم من ضخ مليارات الدولارات في صناعة النفط منذ ذلك الحين، ليس لسكان المدينة سوى القليل من فرص العمل في هذا الحقل الذي تديره وتوسّعه مجموعة من الشركات الأجنبية، منها «شيل»، «إكسونموبيل»، «إيني»، «لاكويل» و«بتروشاينا». يتطلب التنقيب عن النفط احتياطيات هائلة من المياه، تنتج عنها كمية صاعقة من الهدر والتلوّث. تتدفّق قنوات البصرة مع القمامة ومياه الصرف الصحي المفتوحة، وقد اندلعت احتجاجات الصيف الماضي بعد أن تسبب تلوث المياه بدخول ما يقرب من 120،000 شخص إلى المستشفى لتلقّي العلاج. عندما استؤنفت الاحتجاجات في بغداد، عاد سكّان الجنوب والبصرة إلى الشارع ورفعوا الرّهان من خلال سد الطريق المؤدّي إلى «أم قصر»، والطرق المؤدية إلى حقول النفط الرئيسية.

اليوم، يعد ميدان التحرير الواقع في العاصمة بغداد هو قلب الثورة الرّمزي. هناك، خلق الناس واجهةً جماعيّة عفويّة تنمو يوماً بعد يوم، تمثّل جميع ما يريد العراقيون تقديمه والحصول عليه كشعب.  يقدم المتطوعون بالمجّان طعاماً  وماءً وبطانيات ومضادات للغاز المسيل للدموع، حتى الجدات اللواتي يقمن بغسل الملابس يرفضن، تضامناً، قبول المال، ويقبلن فقط بتبرعات مواد التنظيف. يوجد مستشفى مؤقت وعيادة قانونية ومحطة راديو وصالة عَرض ومكتبة. كل هذا في تناقض واضح وتوبيخ قوي للطائفية والمحسوبية التي أغرقت العراق ما بعد العام 2003. علي إيال  هو فنان عراقي مشارك في الانتفاضة، يصف ميدان التحرير قائلاً أنهمنطقة خضراء أخرى. منطقة خضراء لأحلامنا وآمالنا“.

منطقة الواقع واليأس الخضراء تلك هي بالطبع المجمع الضخم الذي شكّل يوماً مركز القيادة المركزية لنظام صدام حسين، قبل أن تستولي عليه قوات الاحتلال الأمريكية. هو بمثابة نصب تذكاري للسلطة والإقصاء والامتياز، وهو يضم اليوم مباني الحكومة والبرلمان العراقي وعدد من مكاتب الشركات والمساكن والسفارات الأجنبية، بما في ذلك أكبر وأغلى سفارة أمريكية في العالم (بلغت تكلفة بناء السفارة 750 مليون دولار). داخل حدود المنطقة الخضراء الشديدة التحصين والتي لا يمكن الوصول إليها إلّا عبر جسر، ولكن الواضحة للأنظار بسبب موقعها المركزي على طول نهر دجلة، يتمتّع المقيمون والموظّفونالمرتبطين بشكل رئيسي بالحكومة العراقية أو بحكومات أجنبيةبالأمان  وبالمكاسب غير المُحتسبة والعقود الحكومية والمياه النظيفة والكهرباء على مدار الساعة.

بالإضافة إلى احتلال ميدان التحرير، استولى المحتجون في بغداد على العديد من المباني والجسور الاستراتيجية. يقع عند أسفل جسر «الجمهورية» مبنى «المطعم التركي»، وهو مبنى شاهق الارتفاع هُجِرَ منذ العام 2003، وأصبح مؤخراً جزءاً بارزاً من الهندسة المعمارية للانتفاضة. عندما اندلعت الاحتجاجات لأول مرة في شهر تشرين الأول/أكتوبر، إستهدف القنّاصون المتظاهرين من طوابق  المبنى المفتوحة، ولكن بعد استراحة لمدة أسبوع (للتجمع الديني في ذكرى الأربعين)، استغل المتظاهرون الرضا الرسمي لاحتلال المبنى والتأكد من عدم تمكن القنّاصين من العودة والتّمركز فيه.

مُطلٌّ على ميدان التحرير من جهة وعلى الجسر المؤدي إلى المنطقة الخضراء من جهة أخرى، يحتضنُ المطعم الذي تملأه اليافطات المتظاهرين والمتظاهرات ليلاً ونهاراً. أعاد هؤلاء تشغيل الكهرباء والمصاعد وقاموا بتنظيف أروقته وغرفه وحوّلوه إلى مقر لوجستي ومساحة تجريبية ومنصّة للعمل والتحضير. يستخدم المتظاهرون هذا المبنى الشاهق أيضاً

للتواصل فيما بينهم ولحماية أصدقائهم المجتمعين عند مدخله، على مقربة من القوات المسلحة التي تحرس الجسر المؤدّي إلى المنطقة الخضراء. تتكاثر صور المتظاهرين المحاصرين عن بعد وهُم يتتبعون حركة الجيش من فوق، كما لقطات للعراقيين عند أسفل الجسر وهم يمسكون بالرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع. لكن شركائهم في المطعم التركي هم ليسوا المشاهدين الوحيدين. إذ يستطيع الموظفون الحكوميون والمتعاقدون الخاصون والجنود الموجودين على الجانب الآخر أيضاً، مشاهدة المذبحة التي تتكشف أمام أعينهم وهم جالسون في المنطقة الخضراء الآمنة. هكذا، يمكن للمجتمع الدولي الذي شاهد وشارك في الحربين «الرسميّتَين» ضد العراق، أن يراقب مت يحصل مع القليل من التحليل أو الفهم حول تواطؤه في الظروف التي يسعى المحتجّون إلى تغييرها .

لا يضر هذا الفشل من جانب وسائل الإعلام والمؤسسات العالمية المختلفة في فهم الاحتجاجات في العراق وتأطيرها بشكل صحيح الشباب العراقي الذي يقاتل من أجل حياته فقط، بل هو يهدّد أيضاً حركة تغير المناخ العالمي بأكملها. كشفت الأمم المتحدة، التي لطالما يُنظر إليها على أنها من دعاة الوعي الشامل بتغير المناخ والحقوق المدنية، عن دعمها لصادرات النفط الخالية من الموانع والمحظورات على حساب مطالب المواطنين المشروعة. عند ارتفاع حصيلة القتلى خلال التظاهرات، صرّحت جانين هنيسبلاسكارت، وهي الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق على موقع تويتر قائلة:

ان تعطل البنية التحتية الحيوية هو أمر مثير للقلق. ان حماية المنشآت العامة هي مسؤولية الجميع. أدت التهديدات وعمليات إغلاق  الطرق المؤدية إلى المنشآت النفطية والموانئ إلى خسائر بالمليارات. هذا يضر اقتصاد #العراق، ويضعف تلبية مطالب المحتجين المشروعة.”

تسبّب هذا البيان بموجة من الصدمات في صفوف المحتجّين، وكإجابةٍ عليه، رُسِمَت جداريّة تُظهر منصّة على شكل إصبع أوسط مع جملة «خُذ نفطك، أيها العالم».

في الدول الغربية، تركزت جهود تغير المناخ بشكل شبه حصري على المنظمات والأفراد الأمريكيين والأوروبيين. يجب على مبادرات تغيّر المناخ في العالم، سواءً إضراب الطلاب أو حركة «تمرّد ضد الإنقراض» أو ناشطين وناشطات  مثل غريتا ثونبرغ، التعلم من المناطق والحركات الأكثر تأثّراً بالقوى التي تؤثر على المناخ، وزيادة الوعي من خلالها. وثّقت الصحف الكبرى بشكل كثيف الإضرابات العالمية التي نفذها الطلاب في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، وهي لا تزال تغطيها حتى اليوم. في هذه الإضرابات، يكمن الخطر بالنسبة لجيل الشباب  في الإجراءات التأديبية المحتملة للحصص الدراسية التي تم التغيّب عنها. لا يعني هذا أن هذه الأعمال ليست جديرة بالثناء أو الشرعية، ولكن عند مقارنتها بالشباب العراقي، نرى أن الطلاب العراقيين  قد اختطفوا وشَوِّهوا وأٌعدِموا بسبب تمرّدهم ضد تقاعس الحكومة.

على الرغم من دموية ووحشية الرد العسكري، إستمرت الاحتجاجات بأعداد كبيرة في جميع أنحاء البلاد. نتج عن فقدان الكثير من الشبان والشابات لأطرافهم أو أرواحهم نوع من الرقة الجماعية والحمائية والأسى، وربما الأهم من ذلك كله، الهلع والارتياع في قلوب الآباء والأمهات وكبار السن الذين أدركوا، ضمنياً ومأساوياً، بأن العالم قد خذلهم . هم ليسوا بحاجة لأن يقتنعوا بأن الاعتصامات ضرورية، فهم يدركون تماماً ماهية الرّهان والشجاعة الخالصة التي يظهرها هذا الجيل. تمثّلُ إنتفاضة العراق النوع الحقيقي لحركة تغير المناخ الشاملة والقوميّة التي تطمح إليها الحملات الغربية ظاهرياً. وهي تشمل إضرابات من كل قطاع تقريباً، من نقابات المعلمين إلى المهندسين، وتتمتع بدعم واسع النطاق من المواطنين في العراق وفي بلاد الشّتات الذي توسّع ليشمل الملايين في السنوات التي تلت حربَي الخليج. إذا كان أي تقدم جماعي في الدفاع الشعبي عن كوكبنا ممكناً، فإن الدروس كلّها هنا.

القوات العسكرية والحكومات في جميع أنحاء العالم مستعدة، وبكل الوسائل الممكنة، لمحاربة الحركات التقدمية التي كانت وستستمر في التوسع بسبب ضغوط تغير المناخ  واستخراج النفط والتقسيم الإجتماعي والاقتصادي. سيحتاج جميع سكان العالم، الغربيون وغيرهم، إلى إستنهاض مستويات غير مسبوقة من الشجاعة والمثابرة من أجل حثّ الحكومات على العدالة وقابلية العَيش.

Webscore

Generator

مولد كهربائي

×